على الرغم من التغيرات الجذرية التي حدثت في العالم وخاصة في مطلع القرن الحادي والعشرين ، إلا أن للدبلوماسية أسساً وقواعد مختلفة تقوم على ثلاثة مبادئ رئيسية هي: القوة العسكرية، فهي أمر ضروري لنجاح السياسات الخارجية على اختلاف علاقاتها الأخرى، ومع ذلك فإن استخدامها من أصعب القرارات التي قد يتخذّها الرئيس أو الحاكم ضد بلد آخر، فالانتصارات العسكرية لا تُترجم على أنها إنجازات سياسية ، فعقب انتهاء الحرب يبدأ العمل السياسي والدبلوماسي الشاق من أجل إعادة بناء البلد . وقد يمتدّ ذلك إلى سنوات طويلة كما حدث في العراق وأفغانستان.
أما المبدأ الثاني فهو السمعة الجيدة والعمل مع التحالفات الأخرى ، فنجاح الدبلوماسية يكون أسهل عندما يعمل ممثلو الدول معها وليس ضدها ، ويقومون ببناء علاقات جيدة مع التحالفات الأخرى ، كما تفعل الحكومات الامريكية فهي تدافع عن الآخرين ، وتسامح الأعداء وتسعى إلى تحسين العلاقات بين الخصوم ، وتقوم ببناء مؤسسات لتعزيز التجارة والاستثمار في ذلك البلد.
بينما يقوم المبدأ الثالث على المواجهة وعدم الهروب من مواجهة المشكلة ، وقد لا تحقق المواجهة نجاحاً كاملاً للعلاقات الدبلوماسية إلا أن فائدتها مهمة في حال أرادت الدول أن تبني علاقاتها دون استخدام القوة العسكرية، ويعتبر صدام حسين مثالاً واضحاً على ذلك .
ولا تنفصل هذه المبادئ الثلاثة عن بعضها البعض ، فالكل يعرف أن البلد إذا أراد أن يحقق أهدافه في بلد آخر فعليه ألّا يكون عجولاً ، وله سمعة جيدة بين حلفائه على المدى الطويل، ويتميز بالحكمة والتعاون والشجاعة والقدرة على مواجهة الخطر.