كان لقضايا المعلمين نصيب كبير من اهتمامات هوليوود، خصوصاً في العقدين الماضيين، ويرى الكثير من خبراء التربية وعلم النفس الاجتماعي، أن عددًا كبيرًا من أفلام هذه المدينة السينمائية العالمية تعدّ سببـًا رئيسـًا في زيادة ظاهرة العُنف بين طلاب المدارس، ليس في الولايات المُتحدة الأمريكية فقط، بل في العديد من بلدان العالم، التي عُرض فيها هذا النوع من الأفلام.
وبحسب أكثر من دراسة أكاديمية ، فإنّ كثيرًا من الأفلام، التي أُنتِجت في هوليوود، تأتي في مستوى مُتقدِّم من بين الأسباب الرئيسة المؤدِّية إلى تزايد ظاهرة العُنف بين طُلاَّب المدارس، إذ يعتبر نقّاد أميركيون أنّ صناعة الأفلام في هوليوود تعتمد في جوانب كثيرة منها «ثقافة العُنف بكُل قيمها وأخلاقها، بحيث يعتقد الإنسان الأبيض، أنه الأقوى والأعلم والأغنى، وأفلام الغرب الأمريكي مثال قويّ على ذلك، حيث تصوّر الأمريكي الأبيض بأنه (رمز للخير، ومظلوم، وشـُجاع)، بينما الأمريكي الأصلي، أو الهندي الأحمر (وحش، ورمز للشر)، ومِثل هذه الأفكار أثّرت على نفوس كثير من الأجيال بشكل سيء، فأصبحوا أكثر عدوانية واكثر عنفاً.
وترى "سيريل كريزر" مُديرة برنامج (الطفل الآمن)، بإحدى المُنظَّمات الأمريكية، التي تهدف إلى الحدّ من العُنف الذي أصبح ينتشر في المدارس، أنّ الأفلام السينمائية الأمريكية، التي تحوَّلت من صالات العرض السينمائية، إلى شاشات التلفزيون المنزلي, هي عامل رئيس في زيادة حوادث العُنف بين الطُلاَّب في المدارس الأمريكية، خِلال السنوات الأخيرة، التي نتج عنها مقتل وإصابة العديد من الطُلاَّب، وأن نِسبة كبيرة من طُلاَّب المدارس الأمريكية صار سلوكهم يميل إلى العدوانية، ومثال على ذلك:"دايلان كلبيولد"، وزميله "إيريك هاريس"، وهما طالبان بإحدى المدارس الثانوية في "كلورادو"، أطلقا النار على زملائهما، فقتلوا 15 منهم، في الحادثة المشهورة التي وقعت في إبريل عام 1999م.
وأظهرت نتائج التحقيق مع الطالبين اللّذين أطلقا النار على زملائهما أنهما يشاهدان أفلام العُنف والإثارة بكثرة، ويقول: "شاك ماجيار"، وهو خبير في عِلم النفس الاجتماعي إن سينما هوليوود جعلت المُجتمع الأمريكي يمر بمرحلة خطيرة، فحوادث المدارس التي كانت حتى ثمانينات القرن الماضي نادرة، صارت تـُمثــِّل ظاهرة.