تلجأ هوليوود غالباً إلى استخدام الصور والقوالب النمطية عندما تصوّر الأشرار في عالم السينما، ولكن لماذا تثير نفور قسم من جمهورها؟
لقد عبّر السياسيون ومنتجو الأفلام الروس عن استيائهم من تصوير صناعة السينما الأمريكية للشخصيات الروسية كأشرار. ووصلت الأمور الى حد تهديد روسيا بمقاطعة أفلام هوليوود، مما يؤكد المخاطرة التي تقدم عليها شركات الإنتاج عندما تشيطن مواطني دولة ما.
الأمر المثير للدهشة هو أن سقوط جدار برلين لم يضع حداً لصورة (الروسي الشرير) في السينما الأمريكية. ربما شهد ذلك تراجعاً بسيطاً، غير أن الروس لا يزالون يمثلون شخصية الأشرار المفضلة لدى صناع الأفلام في الغرب.
ويرى مفكّرون أن مواقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتشدّدة سبباً في زيادة تصوير الروس بشكل سيء الآن. يقول "شابمان": "أعتقد أنه منذ ظهور بوتين ونظامه الأكثر تشددا، (خصوصاً) في ظل المشاكل القائمة الآن في أوكرانيا، هناك شعور بأن روسيا ما زالت تشكل تهديداً جغرافياً وسياسياً، وقوة معادية، حتى بعد زوال الشيوعية، وأعتقد أن ذلك هو السبب لما نراه من صورة نمطية سيئة".
لم يكن الروس وحدهم في ذلك، فقد جرى تصوير العديد من القوميات والعرقيات المختلفة كأشرار على مدى عقود. وخلال فترة الحرب العالمية الثانية تقريبا ولأسباب معروفة، ظهر الألمان كأشرار في الأفلام الأمريكية وكذلك اليابانيون، كما جرى شيطنة العرب والمسلمين في السينما الأمريكية ولكن بدرجات متفاوتة.
ويرى العرب الأمريكيون أن شيطنتهم من قبل هوليوود لعشرات السنين ترتكز على صورة نمطية مرتبطة بثلاث شخصيات: أصحاب المليارات وانتحاريون وراقصات، وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001، تصاعد القلق لدى العرب الأمريكيين من اتهامهم بالارهاب. وعلى الرغم من أن بعض الأفلام أظهرت المواطن العربي العادي بصورة مقبولة، فإن الدكتور "جاك شاهين"، مؤلف كتاب "العرب السيئون: كيف تشيطن هوليوود شعباً" يقول إنه "لسوء الحظ فإن شيطنة العرب والمسلمين ما زالت مستمرة في الأفلام والبرامج التلفزيونية".
الصين بدورها كان لها نصيب في عملية الشيطنة السينمائية منذ أيام ظهور "فو مانشو" بصورة الصيني المرتاب الذي لا يثق بالآخرين منذ بداية عصر السينما الناطقة. عندما طرحت شركة "أم جي أم" فيلم "قناع فو مانشو" عام 1932 تقدمت السفارة الصينية في الولايات المتحدة بشكوى رسمية بسبب تصوير شخصية الفيلم بهذه العدائية والوحشية، ولكن في هذه الأيام من الصعوبة أن تجد شيطنة للشخصية الصينية في أي من أفلام هوليوود لأن الصين أصبحت سوقاً حيوية ومهمة لشركات إنتاج هوليوود.
وفي ظل عدم وجود كثير من القوميات التي يمكن أن تصور هوليوود مواطنيها كأشرار دون مواجهة عواقب، فإنّها تحتاج الآن بشكل واضح الى البحث عن أشرار جدد.