نعتبر التبني بالمفهوم العام هو كل عائلة أخذت على عاتقها ولداً او بنتاً أو الاثنين معاً لغاية تربيتهما تماماً كأبناء هذه العائلة، وأحياناً يلجأ إلى التبني من لا ينجب أطفالاً، وحديثاً التبني حتى عند بعض العائلات التي لديها أطفال.
إن ظاهرة التبني ليست جديدة وهي تنتشر خصوصاً في بلاد الغرب، فنحن فى الشرق ننظر إلى التبني بشيء من الحذر.
ومن حسنات التبني الرحمة بالأطفال، لأن الولد المتبنَّى يجد خارج الملجأ عائلة تحتضنه بدلاً من معاملة الملاجئ السيئة. وتبقى عملية التبني على الصعيد الاجتماعي فى شرقنا غير محبوبة وغير مقبولة لأسباب كثيرة منها: إن هذا الولد المتبنى قد يترك يوماً ما العائلة.
تتعقد عملية التبني إن لم يحصل على عائلة واعية تعرف كيف تخبر الطفل المتبنى على الحقيقة مع تقدمه في السن، ونضجه العقلي والعاطفي والاجتماعي. ومن سلبيات التبني، أنه قد يواجه الآباء والأمهات المتبنون مشاكل اجتماعية ونفسية كبيرة، لأن الأولاد عندما ينضجون فكرياً يسألون عن الأم والأب الحقيقيين، ولماذا تركوهم، فيتركون العائلة ليذهبوا في سبيل السؤال عن الأهل الحقيقيين.
ويفتقد الطفل المتبني إلى الهوية الاجتماعية، كما يفتقد إلى الهوية العائلية، فقد يصيبه القلق أو مشاكل نفسية.
ويبقى السؤال عن مصير هذا الطفل.. إلى أين؟ ما هويته؟ إلى من ينتمي؟ إلى أي استقرار نفسي واجتماعي؟ وهنا نركز على نوعية العائلة التي تلجأ إلى التبني وقيمتها ومركزها الاجتماعي. فهل تستمر في قبول الطفل المتبنى عندما يصبح شاباً؟! فَمن يضمن ما سيحصل في المستقبل؟!