يروى أن ثلاثة أثوار أبيض وأسود وأحمر كانت تعيش في غابة كبيرة مع أسد ضعيف، وكانت هذه الأثوار تجتمع دائمًا وتأكل معاً وتذهب وتأتي معاً، لذلك كان الأسد لايستطيع أن يقترب منها.
وفي يوم من الأيام فكّر الاسد في حيلة ليأكل الأثوار واحداً بعد الآخر ، وبعد تفكير طويل ذهب إلى الثور الأسود والثور الأحمر ، وقال لهما اسمعا مني هذه النصيحة، لوني مثل لونكما ، ولكنّ الثور الابيض لونه بارز، وبسببه يرانا الأعداء فاتركاني آكله وبعدها نعيش في هذه الغابة بأمانٍ.
فكّر الثوران بكلام الأسد، وظنّا أنّه يريد النصيحة فقبلا، فأكله فوراً.
وبعد مدةٍ قال للأحمر: لوني مثل لونك ، فاتركني آكل الأسود وتبقى هذه الأرض كلها لنا انا وأنت فقط، فقال: هو أمامك كله، فأكله. عند ذلك لم يبق في الغابة إلا الثور الأحمر.
وبعد أيام قليلة جاء إليه الأسد وقال: سآكلك بكل تأكيد.
فهم الثور أنّه أخطأ عندما أذن للأسد أن يأكل أصدقاءه واحداً بعد الآخر. فقال: ألا إني أُكِلتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض.
يضرب هذا المثل حين يتسبب الإنسان بهلاك جماعته ثم يهلك بعدهم.