ولد وليد سيف في طولكرم في الضفة الغربية عام 1948، وحصل على شهادة البكالوريوس في اللغة والأدب العربيين من الجامعة الأردنية؛ كما حصل على شهادة الدكتوراة في اللغويات من مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن عام 1975م. وقد عمل بعد هذا التاريخ محاضراً في قسم اللغة العربية في الجامعة الأردنية مدة ثلاث سنوات قبل أن يترك القسم ليعمل كاتباً متفرغاً للدراما التلفزيونية. وقد عمل في الدراما التلفزيونية السورية.
كتب عدة مسلسلات شكّلت علامة ستكون فارقة في التأريخ للدراما العربية كلها .. ومما كتبه وليد سيف (صلاح الدين الأيوبي – صقر قريش – التغريبة– ربيع قرطبة - ملوك الطوائف ) .
المزايا التي تجمعت في دراما وليد سيف على خمس مستويات : مستوى اللغة ، مستوى البحث ، مستوى فن الكتابة ، مستوى استخلاص الفكرة ، ومستوى ملء الفراغ التاريخي .
- من حيث اللغة : يمتلك وليد سيف مفردات لغوية في غاية الثراء ، وتركيباته البلاغية للجمل العربية في غاية القوة والجاذبية .. فتبدو عباراته ساحرة يصلح أن تكون وحدها مصدرًا للمتعة داخل كل المسلسل، لاشك طبعا أن أداء الممثلين وحسن إتقانهم للغة يلبس السيناريو ثوبه الأجمل .. لكن مهما كانت براعة الممثل ، فالجملة هي الأساس .
- مستوى البحث : الميزة الكبرى لوليد سيف أنه يستقصي العمل تاريخيا حتى يمكن أن نعتبر عمله تأريخ حقيقي يستوفي شروط البحث العلمي حقا في عرض التاريخ ، وهو لا يخجل أن يذكر عيوب الأبطال فلا يقع في تقديسهم ، ويفسر المشاكل ويشرحها من وجهة نظر أطرافها فيشعر المشاهد بالأزمة الحقيقية التي كانت موجودة ، وبهذا لا يقع في تقديم رؤية محددة أو حكم معين على أي من أطراف المشكلة ، كما لا يخجل أن يذكر محاسن الأعداء في المسلسل.
- مستوى فن الكتابة : إن مسلسلات وليد سيف تبدو مشاهدها واقعية تماما ، الأزمة تعرض من خلال الأسلوب الواقعي ، كما أنه يحب أن يقوم بإظهار أدوار المهمشين تاريخيا ، الذين صنعوا التاريخ ولم يعطهم حقهم من التركيز .
- مستوى استخلاص الفكرة : لا أعرف أعمالا تركز على معالجة التاريخ للاستفادة منه في الواقع كأعمال وليد سيف .. هذا المبدع الموهوب هو الوحيد – على حد علمي مما شاهدت – الذي يكتب التاريخ ليستفيد به المعاصرون ، إنه لا يُفلت لحظة تاريخية دون استخلاص معناها وعبرتها. فهو دائم التركيز على أضرار الديكتاتورية والقهر على الشعوب وكيف أنها هي التي تسلم البلاد للأعداء.
- مستوى ملء الفراغ التاريخي : لن تشعر مطلقا – في أعمال وليد سيف - بأن هناك تطويل في السيناريو، وهذه المشكلة قائمة كثيرا في الأعمال التاريخية .