يطلق البعض على هذا الصراع اسم نزاع الشرق الأوسط، ليشير إلى تركزه في منطقة الشرق الأوسط. لكن هذا المصطلح غامض قليلا؛ بسبب وجود عدة صراعات في منطقة الشرق الأوسط، لكن النزاع العربي الإسرائيلي يبقى الأساسي والمركزي بينها. ويرتبط هذا الصراع عضويًا بموضوع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فقضيته المحورية وسببه الأساسي هو إقامة دولة قومية دينية لليهود على أرض فلسطين.
يعتبر هذا الصراع من قبل الكثير من المحللين والسياسين العرب سبب أزمة هذه المنطقة وتوترها. وبالرغم من أنه يحدث ضمن منطقة جغرافية صغيرة نسبيًا، إلا أنه يحظى باهتمام سياسي وإعلامي كبير؛ نظرًا لتورط العديد من الأطراف الدولية فيه. وغالبًا ما تكون الدول العظمى في العالم منخرطة فيه؛ نظرًا لتمركزه في منطقة حساسة من العالم وارتباطه بقضايا إشكالية، تشكل ذروة أزمات للعالم المعاصر ؛ مثل الصراع بين الشرق والغرب، وعلاقة الأديان مع بعضها :اليهودية والمسيحية والإسلام، وعلاقات العرب مع الغرب، وأهمية النفط العربي للدول الغربية، وغير ذلك.
وعلى الصعيد العربي يعتبر الكثير من المفكرين والمنظرين العرب وحتى السياسيين أن قضية النزاع العربي الإسرائيلي هي القضية والأزمة المركزية في المنطقة، وكثيرًا ما يربطها بعض المفكرين بقضايا النهضة العربية، وضعف الديمقراطيات في العالم العربي. كما أن الكثير من الأمور السياسية والاقتصادية وأزمات حقوق الإنسان وقمع الحريات السياسية في دول الجوار الإسرائيلي يربطها سياسيو هذه الأنظمة بالصراع العربي الإسرائيلي.
يتفرع عن هذه القضية موضوع أساسي يطرح من قبل العديد من الحكومات الغربية وعلى رأسها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، وهي قضية السلام، فمنذ توقيع الرئيس المصري أنور السادات اتفاقية "كامب ديفيد"، ثم اتفاقية "أوسلو"، بين منظمة التحرير الفلسطينية، بقيادة ياسر عرفات، ورئيس وزراء إسرائيل المغتال إسحاق رابين، ثم اتفاقية "وادي عربة" بين الأردن وإسرائيل، نشأ استقطاب جديد بين الأنظمة العربية، كما حصل تباعد واضح بين بعض الأنظمة العربية التي ترى أن السلام قد يكون مفيدًا مرحليًا للعرب، في ظل انعدام توازن القوى وبين الكثير من الجماهير العربية التي لا تقبل التسوية مع إسرائيل، أو ما يختصر في الثقافة الرائجة بـ "اليهود".
وقد كانت أول معركة شاملة بين العرب والكيان الإسرائيلي هي حرب عام 1948، وشاركت فيها من الطرف العربي جيوش الدول العربية المجاورة لإسرائيل، بالإضافة لما كان يعرف بجيش الإنقاذ العربي، إلى جانب آلاف المتطوعين من البلاد العربية والإسلامية، وأشهر هؤلاء المتطوعين مجموعات الإخوان المسلمين. أما من الطرف الأسرائيلي فقد شاركت قوات المنظمات الصهيونية المختلفة التي كانت قد تأسست ودعمت في فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، قبل إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948
وكانت نتيجة هذه الحرب المباشرة هزيمة العرب، ووقوع كارثة التهجير الفلسطيني، وتشريد الشعب الفلسطيني، وتحول أكثريته إلى لاجئين. ولعل من أهم أسباب هزيمة الطرف العربي الصراعات العربية العربية، التي منعت من التنسيق الحقيقي، وتبعية قيادات الجيوش العربية لدول أجنبية، إضافة للدعم الغربي للدولة الصهيونية الناشئة.