يوجد في العالم مئات الآلاف من الأشخاص كسجناء أو معتقلين أو محتجزين أو مُختفين ، وعدد كبير من هؤلاء يعانون من انتهاك حقوقهم و خصوصاً في البلدان ذات النظم الاستبدادية ، و التي تؤدي إلى قيام السجين بالانتحار أو الجنون في أحيان كثيرة. و في هذا السياق أصدرت المنظمة العربية للإصلاح تقريراً بعنوان: "واقع السجون في الوطن العربي بين التشريعات الوطنية و المواثيق الدولية".
تطرقت فيه إلى أوضاع السجون في 11 دولة عربية (منها العراق) و مدى ملائمة التشريعات الوطنية للاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان ، و لا سيما قواعد الحد الأدنى لمعاملة السجناء التي أقرها مؤتمر الأمم المتحدة حول الوقاية من الجريمة و معاملة المجرمين ، الذي انعقد في جنيف عام 1955. وعلينا أن نطرح السؤال التالي: ما هي حقوق السجناء ؟
في البداية يجب أن نؤكد على مبدأ أساسي، وهو أن الشخص موجود في السجن لقضاء عقوبة وليس من أجل التعرض لعقوبات أُخرى، وأن السجين هو أولاً إنسان ولا يحرمه السجن من صفته هذه ، و بالتالي من الحقوق التي تترتب عليها: 1. الحق في الحياة و سلامة الشخص. 2. الحق في عدم التعرض للتعذيب والمعاملة السيئة أو المهينة . 3. الحق في عدم التعرض للتمييز من أي نوع. 4. الحق في التحرر من الاستعباد. 5. الحق في حرية الرأي و الفكر. 6. الحق في التنمية الذاتية.
وتطالب القواعد النموذجية لمعاملة المسجونين بأن تكون السجون مجتمعات منظمة ،أي أن تكون أماكن لا خطر فيها على الحياة و الصحة والسلامة الشخصية ، والتركيز على الأنشطة في السجن لعودة السجين إلى حالة الاستقرار في المجتمع بعد انقضاء فترة العقوبة.