في الطابق الثالث تحت الأرض في مبنى سكني بوسط دمشق، زجت السلطات السورية بـ "عمر جباعي" في غرفة مساحتها سبعة أمتار في أربعة أمتار.
كانت أجواء خانقة، لا توجد نوافذ أو مدخل للهواء في هذه المساحة الضيقة التي يعيش فيها 100 شخص آخر في حالة ذعر، وهي عبارة عن غرفة واحدة ضمن مُجمَّع من الغرف في أكبر مركز اعتقال في سوريا. لكن عمر كان محظوظاً إلى حد ما، إذ إنه أفلت من التعذيب وأفرج عنه بعد فترة قصيرة نسبياً، كان عمر الذي ينتمي لأقلية الدروز، يعمل لصالح الجيش، وقال إن "آخرين، وهم ينتمون إلى السنة بشكل رئيسي، كانوا يتعرضون للتعذيب يومياً".
وغادر عمر سوريا بعد الإفراج عنه، وهو يعيش حالياً في بيروت ويحاول أن يبحث عن سُبل للتأقلم مع آثار المعاناة التي تعرض لها في تجربته بالسجن.
يتحدث المعتقلون السابقون عن أوضاع مزرية داخل السجون السورية، ولكن أصدرت الحكومة السورية العفو أكثر من أربع مرات خلال الثورة المستمرة منذ ثلاث سنوات، لكن نشطاء سياسيين سلميين لا يزالون معتقلين.
ويعاني من أفرج عنهم من صدمات نفسية شديدة ويحتاجون لعلاج، ويعتقد الكثيرون أنه حينما تنتهي الحرب، وإذا قُدِّر لها أن تنتهي، فإن البلاد ستحتاج لوقت طويل لعلاج الآثار النفسية، ليس فقط للحرب، لكن أيضاً لتجربة السجن المؤلمة.