أسس الحزب الشيخ تقي الدين النبهاني، وهو فلسطيني من مواليد قرية إجزم قضاء حيفا عام 1952، تفرغ لرئاسته وإصدار الكتب والنشرات التي تعد المنهل الثقافي الرئيسي للحزب. بعد وفاة النبهاني ترأس الحزب عبد القديم زلوم عام 1977، وفي عام 2003 آلت الرئاسة إلى عطا خليل أبو الرشتة.
يتبنى الحزب التوجه الإسلامي، ويؤكد في أدبياته على أن عمله يقوم على " حمل الدعوة الإسلامية، لتغيير واقع المجتمع الفاسد وتحويله إلى مجتمع إسلامي، بتغيير الأفكار الموجودة فيه إلى أفكار إسلامية، حتى تصبح رأيًا عامًا عند الناس، ومفاهيم تدفعهم لتطبيقها والعمل بمقتضاها، وتغيير المشاعر فيه حتى تصبح مشاعر إسلامية ترضى لما يرضي الله وتثور وتغضب لما يغضب الله، وتغيير العلاقات فيه حتى تصبح علاقات إسلامية تسير وفق أحكام الإسلام ومعالجاته".
يعتبر العمل السياسي واجهة لـ"مصارعة الكفار المستعمرين، لتخليص الأمة من سيطرتهم وتحريرها من نفوذهم، واجتثاث جذورهم الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية، والعسكرية وغيرها من سائر بلاد المسلمين".
لتحقيق أهدافه قسّم عمله على ثلاثة مراحل، الأولى، مرحلة التثقيف لإيجاد أشخاص مؤمنين بفكرة الحزب وطريقته لتكوين الكتلة الحزبية، والثانية مرحلة التفاعل مع الأمة لتحميلها الإسلام، حتى تتخذه قضية لها، كي تعمل على إيجاده في واقع الحياة، والثالثة مرحلة استلام الحكم، وتطبيق الإسلام تطبيقا عامًا شاملًا. صاغ الحزب دستورًا مؤلفًا من 187 مادة أعده للدولة الإسلامية التي يتصورها.
ظهر حزب التحرير للعلن بدخوله الانتخابات البرلمانية في الضفة الغربية عام 1955، ونجح بإدخال أحد أعضائه "النائب أحمد الداعور" البرلمان ليمثل الحزب في مجلس النواب الأردني في عام 1955. نشط بشكل كبير في البداية في الأردن وسوريا ولبنان، قبل أن يتوسع نشاطه لبلدان عربية وأوروبية.
لا يُعرف الكثير من قيادات الحزب بسبب انتهاجه سرية التنظيم، ومن أشهر قياداته الشيخ أحمد الداعور مسؤوله في الأردن الذي اعتقل عام 1969 بعد محاولة الحزب الاستيلاء على الحكم في الأردن، وحكم عليه بالإعدام قبل أن يلغى هذا الحكم.
تعرض الحزب لملاحقات أمنية ومحاكمات في عدد من الدول العربية التي صنفته "تنظيمًا غير مشروع" كما حصل في ليبيا والعراق، فيما سمحت له دول أخرى بالعمل مثل لبنان وتونس ومصر. له وجود في إندونيسيا وماليزيا، وله وجود قوي في جمهوريات آسيا الوسطى خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
صنفته روسيا منظمة إرهابية، وقضت محكمة بموسكو، في 30 يوليو/تموز 2014 على عناصر تنتمي إليه بالسجن بين 7 سنوات و11عاما، بتهمة "الإعداد للاستيلاء على السلطة في روسيا". يقدر أحد المواقع الروسية عدد أعضاء التنظيم في العالم بنحو مليون شخص في 58 بلدا، لكن تقارير إعلامية أشارت إلى أن العدد أكبر من ذلك بكثير.
في يوليو/تموز 2014 وجهت الحكومة التونسية بقيادة المهدي جمعة إنذارًا شديد اللهجة لحزب التحرير، وأمهلته 30 يوما لاحترام قانون الأحزاب، وذلك بعدما صرحت بعض قياداته بتصريحات تخالف مبادئ الجمهورية برفض الاحتكام للديمقراطية والتعددية والتداول السلمي على السلطة.
وترجمت تلك التصريحات في رفض المشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية، ودعوة الحزب في سبتمبر/أيلول 2014 لمقاطعتها.
عد حزب التحرير الإسلامي إعلان تنظيم الدولة الإسلامية قيام دولة الخلافة الإسلامية بأنه "لا قيمة له"، واعتبر الدعوة لبيعة زعيمه أبو بكر البغدادي "أميرًا للمؤمنين" بأنها " لغو لا مضمون له، دون حقائق على الأرض ولا مقومات".
وأكد أن أمر الخلافة أعظم من أن يشوهه الإعلان المذكور، لأن قيامها "لا يكون خبرًا تتندر به وسائل الإعلام المضللة، بل يكون بإذن الله زلزالًا مدوًيا يقلب الموازين الدولية، ويغير وجه التاريخ ووجهته".
وجهت للحزب انتقادات كبيرة لعدم اعترافه بالدولة الوطنية، وإغفاله الجوانب الروحية، وتبني بعض القناعات المخالفة لإجماع المسلمين