روما - لندن: "الشرق الأوسط هاجم الإعلام الأوروبي تخاذُل الأمم المتحدة في التعامل مع كارثة المجاعة في القرن الإفريقي وبخاصة في الصومال، وتساءل الإعلام عن سبب عدم التمكن من إنهاء المجاعة في الصومال، واعتبرت الأمر تسبَّبَ بفضيحة أن نكافح مجاعة في القرن الـ21 وأن الأزمة المتنامية في هذه المنطقة تم تجاهلها.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية: "إن الجفاف الشديد هناك بدا وكأنه جاء من العدم، وقد يبدو الأمر هكذا، لكن صدمة هذه المجاعة في الواقع تؤكد وجود مشكلة أكثر قلقاً تتعلق بالمعونة. فهناك جهاز تحذير من المجاعة خاص بالصومال هو وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية الأممية. والسؤال هو: لماذا لم يكن هذا الجهاز فعالاً هذه المرة؟
وأشار التلفزيون الفرنسي إلى أن الإنذار المبكر الفعال يجب أن يلبي ثلاثة شروط: من يحتاج إلى المساعدة وما هو حجم الإغاثة المطلوبة ومتى تكون مطلوبة. والإنذار في حاجة إلى أن يكون بوقت كاف؛ لأن الأغذية بطيئة في الحركة والتوزيع، ويجب أن يكون مقنعاً للمتبرعين بالمعونة الغذائية المطلوب منهم أموال ضخمة في وقت وجيز.
وأبان أنه من السابق لأوانه القول بالضبط: لماذا فوجئنا بأزمة الصومال الحالية؟ مضيفاً أن السؤال مهم وفي الوقت المناسب يجب أن تقدم الأمم المتحدة تفسيراً لذلك. كما أن الإخفاق في استباق والاستعداد للمجاعة يسبب خسارة فادحة في الأرواح ويربك الحياة وسبل العيش، وعوز أعداد كبيرة من السكان يجعل التنمية اللاحقة أصعب بكثير.
من جهتها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن إنقاذ حياة 1.25 مليون طفل من الجفاف في جنوب الصومال يجب أن ينظر إليه بوصفه "أولوية قصوى".
وقالت المؤسسة الخيرية الطبية (أطباء بلا حدود): إنها لا تتوقع تراجع عدد حالات سوء التغذية الحاد بين أطفال اللاجئين الصوماليين الفارّين من القحط والجفاف حتى سقوط الأمطار المتوقع في تشرين الثاني (نوفمبر(. وحتى ذلك الحين فإن الأحوال الصحية السيئة في مخيم داداب للاجئين في كينيا وهو الأكبر في العالم؛ إذ يتدفق عليه نحو 1300 شخص كل يوم قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة.
وأقيم مخيم داداب لاستيعاب 90 ألف شخص حينما تفجرت الحرب الأهلية في الصومال، لكنه الآن يؤوي أكثر من 400 ألف لاجئ مما يجعله اكبر مخيم للاجئين في العالم. وقالت "أطباء بلاحدود": إن ظهور سوء التغذية بين الأطفال في عمر خمس سنوات الذي نَتَجَ عن تدهور الأحوال الصحية في أغلب الأحيان يؤكد الضغوط التي يتعرض لها المخيم.
وسيوجه الجزء الأكبر من المساعدات الغذائية لإطعام الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون سوء التغذية، وهي فئة ضعيفة تزداد في العدد، حسبما تفيد التقارير، في الوقت الذي تتفاقم فيه آثار الجفاف والمجاعة في منطقة القرن الإفريقي.
ويقول برنامج الأغذية العالمي: إنه يوفر في مقديشو وحدها وجبات ساخنة لـ 58 ألف شخص يومياً، وفي المجمل يتلقى نحو 5. 1 مليون شخص في الصومال مساعدة الأمم المتحدة، رغم أن هناك 7. 3 مليون شخص تقريباً حسبما تشير التقديرات في حاجة إلى المساعدة نتيجة لسنوات من الحرب والجفاف الأخير.