تتعرض البيئة بجزئيها الطبيعي والاجتماعي إلى العديد من الأخطار والتحديات الناجمة عن العديد من العوامل والمتغيرات التي أهمها اختلال التوازن السكاني بين المدينة والإقليم واختلال التوازن بين حجم السكان وحجم الموارد الطبيعية والتصنيع والتحضّر السريع والتنمية الشاملة والحروب والكوارث الطبيعية مع انتشار الأوبئة والأمراض السارية والمزمنة وما تشكله هذه الأمراض من تهديدات وتحديات للبيئة ومقوماتها . ومن نتائج هذه الأخطار البيئية تدهور الأمن الاجتماعي وظهور الأحياء المتخلفة في المدن وتلوث البيئة وضعف الوعي البيئي وانعدام الضمير البيئي وتعاظُم الاستهلاك واستنزاف موارد البيئة مع تلوث الصوت والأخلاق والمقاييس والقيم.
لعل من أهم مظاهر تلوث البيئة الطبيعية تلوث الهواء والماء وأماكن السكن والعمل والترويح بالجراثيم والبكتريا الناقلة للمرض وتشويه جمالية البيئة واستنزاف مواردها الطبيعية وازدحام السكان في المدن. إن أخطار البيئة الاجتماعية تقع في نقطتين أساسيتين هما : أولاً: الأخطار الناجمة عن اختلال التوازن السكاني . وهذه الأخطار هي : ازدحام السكان في المدن واضطراب البيئة . ازدحام السكان في المدن وضعف الأمن الاجتماعي للبيئة . اختلال كفة السكان مع كفة الموارد الطبيعية وتأثيره علي البيئة . نقص التدريب والتأهيل وضعف الوعي البيئي . ثانياً: أخطار تدهور البيئة . وهذه الأخطار تكمن في عدة نقاط منها : الأحياء المتخلفة في المدن . تلوث البيئة والصوت والأخلاق والقيم والسلوك . ضعف الوعي والضمير البيئي . تعاظم الاستهلاك واستنزاف موارد البيئة .
ويظهر اختلال التوازن السكاني كذلك في النسبة والتناسب بين حجم السكان وحجم الموارد الطبيعية الموجودة في المجتمع . فحجـم السكان قد يكـون أكبـر من حجـم الموارد الطبيعية، وهذه الحالـة تسمى بحالـة الفيض السكانـي، أو أن حجم السكان يكون أصغر من حجم الموارد الطبيعية ، وهذه الحالة تسمى بحالة النقص السكاني، أو أن حجم السكان يكون مساوياً لحجم الموارد الطبيعية ، وهذه الحالة تسمى بحالة السكان المثالي. فحالة الفيض السكاني هي حالة مضرة بالاقتصاد والبيئة والمجتمع، إذ ان حجم السكان لا يتناسب مع حجم القطاعات الانتاجية والخدمية . ذلك ان عنصر العمل يزيد علي بقية عناصر الإنتاج وبالتالي تكون الموارد البشرية شبه معطلة وغير مستثمرة استثماراً اقتصادياً نافعاً. وإذا ما زاد حجم السكان على الموارد فإن المعطيات المادية للبيئة سوف تستهلك وبالتالي تتحول البيئة إلى مكان غير صالح للعمل والمعيشة والاستقرار.
أما إذا كان السكان أقل من الموارد الطبيعية فلا يكون بمقدور عنصر العمل على التفاعل الإيجابي مع بقية عناصر الانتاج ، وهنا تكون عناصر الانتاج خصوصاً الطبيعية ورأس المال غير مستغلة استغلالاً كاملاً . كذلك لا تكون البيئة في هذه الحالة متكاملة وفاعلة وقادرة على سدّ متطلبات الإنسان الاجتماعية والروحية لأنها تفتقر إلى العنصر البشري المؤهِّل لتسخيرها وتنظيمها وتنميتها وإزالة مشكلاتها .