دوماً نجد السياسة مقرونة بالإقتصاد ، وإنَّ من أعمدة القوة الرئيسية إن لم تكن أقواها هو الإقتصاد ، فالاقتصاد وقوته تعني وفرة المال ، وبالمال تستطيع عمل أي شيءٍ وتطوير كل شيءٍ وبناء أي شيء ، والدولة التي تمتاز باقتصادٍ قوي ، بالضرورة فإن المواطن فيها قوي ، وجيشها قوي ، وموقفها قوي بين الدول ، والدولة الغنية في حال توفرت فيها قيادة حكيمة وحكومة رشيدة واستراتيجية قويمة فإنها سترتقي بكافة مظاهر الحياة نحو القمة ، فالصحة سترتقي ، والبنية التحتية سوف تتطور ومجال البحث العلمي سيقطع أشواطاً للأمام ، وسيكون مواطنها مكتفياً نفسياً وجسدياً وروحياً ، وسيعمق ذلك من انتمائه لها والدفاع عنها بضميرٍ صافٍ وقلبٍ صادقٍ.
إن اللائحة التالية توضح ترتيب الدول إقتصادياً حسب ما ورد عن صندوق النقد الدولي لعام 2011 و هو قائمٌ حسب الناتج المحلي الإجمالي لكل دولةٍ حيث تحسب فيه قيمة السلع والخدمات المنتجة العديدة والمختلفة من الموارد الموجودة على الصعيد المحلي في كل دولةٍ خلال العام : أولاً : الولايات المتحدة الأمريكية ناتجها 15094,025 مليار دولار ثانياً : الصين ناتجها 7298,147 مليار دولار ثالثاً:- اليابان ناتجها 5869,471 مليار دولار رابعاً - ألمانيا ناتجها 3577,031 مليار دولار خامساً - فرنسا ناتجها 2776,324 مليار دولار سادساً - البرازيل ناتجها 2492,908 مليار دولار سابعاً - المملكة المتحدة ناتجها يساوي 2417,570 مليار دولار ثامناً - إيطاليا ناتجها يساوي 2198,730 مليار دولار تاسعاً - روسيا ناتجها يساوي 1850,401 مليار دولار عاشراً - كندا ناتجها يساوي 1736,869 مليار دولار أحد عشر - الهند ناتجها يساوي 1676,143 مليار دولار إثنا عشر - إسبانيا ناتجها يساوي 1493,513 مليار دولار ثلاثة عشر - أستراليا ناتجها يساوي 1488,221 مليار دولار أربعة عشر - المكسيك ناتجها يساوي 1154,784 مليار دولار خمسة عشر - كوريا الجنوبية ناتجها يساوي 1116,247 مليار دولار ستة عشر - إندونيسيا ناتجها يساوي 845,680 مليار دولار سبعة عشر - هولندا ناتجها يساوي 840,433 مليار دولار ثمانية عشر - تركيا ناتجها يساوي 778,089 مليار دولار تسعة عشر - سويسرا ناتجها يساوي 636,059 مليار دولار عشرون - السعودية ناتجها يساوي 577,595 مليار دولار
والآن دعونا نستنتج مما سبق التالي : كما رأينا من اللائحة فإن مجموع الأرقام أعلاه يشير إلى أن الناتج المحلي الإجمالي يبلغ لكل دول العالم 69659,626 مليار دولار ، و هذا يعني أن الولايات المتحدة وحدها تمثل أكثر من خمس اقتصاد العالم لذلك تجدها تتحكم بمُقَدَّرات الشعوب وتستبد دون رقيب أو حسيب . كما أننا نلاحظ كذلك تجاوز مرتبة الصين لمرتبة اليابان و احتلالها المركز الثاني عن جدارة ، كما أننا نجد أن تقدم البرازيل المذهل والمثير للانتباه على المملكة المتحدة وعلى إيطاليا في نفس الوقت ، ثم من الجلي والواضح من الجدول وجود تحسن ملفت للانتباه في ترتيب الهند و المكسيك و كوريا الجنوبية ، ودعونا الآن نحلل موقع الدول العربية البائسة في التخطيط رغم الثروة الطبيعية الهائلة للبعض منها : أولاً - المملكة السعودية ناتجها يساوي577.595 مليار دولار وهي في المرتبة 20 عالمياً ثانياً - الإمارات العربية المتحدة ناتجها يساوي360.136 مليار دولار وهي في المرتبة 30 عالمياً ثالثاً - مصر ناتجها يساوي235.719 مليار دولار وهي في المرتبة 43 عالمياً رابعاً - الجزائر ناتجها يساوي190.709 مليار دولار وهي في المرتبة 48 عالمياً خامساً – دولة الكويت ناتجها يساوي 176.667 مليار دولار وهي في المرتبة 51 عالمياً
رافق هذا زيادة مطّردة في عدد السكان لدى الدولة المزدهرة اقتصادياً، في حين اجتذبت خبرة الكفاءات من جميع الدول للعمل بهـا، وكان لذلك آثار انعكست على نسبة الهجرة الشرعية وغير الشرعية وتأثير بعض الدول على مصير دول أخرى خاصة في أحداث الربيع العربي ، وتبع ذلك توتّرات سياسة من جهة وصداقات غير متوقعة بين بعض القوى العالمية من جهة أخرى، وحسب توقُّعات المحللين فإن الفرصة ما زالت متاحة لدى السوق العربي ليُنافس بمنتوجاته السوق العالمي، لعلَّه يعوِّض ما خسره من موارد بشرية وطبيعية وجغرافية ليته لم يضيّعها